الاثنين، 19 يناير 2015

واقع

إنني لا أحب النهايات ليس لأنني أخافها أو أقلق منها. بل لأنني لا أعرف كيف أتعامل معها. هناك فكرة تمشي باستمرار في رأسي خلال هذه الفترة؛ أننا نحن كبشر لا نستطيع أن ننهي أمرًا دون أن نترك جرحًا ما في قلب أحدهم. لا نستطيع أن نصافح الأشخاص الذين تركناهم خلفنا بعدما انتهى كل شيء. لا نستطيع أن نبتسم في وجوه الذين لن يستمروا معنا. لا نستطيع أن نستمر في الحب - أو على الأقل الإحترام - بعدما ننهي كل شيء. نحن مجبولون على الحقد والكراهية، انها لمعجزة إن سمعت عن انفصال حدث دون أن تصحبه الشتائم والبغضاء والكثير الكثير من الدموع. ان البشر وكأنهم ينتظرون لحظة النهاية دائمًا حتى يلفظون كل الحزن الدفين داخلهم، إنهم وكأنهم ينتظرون أيّة فرصة حتى يتخلصون من أوجاعهم ليسكنوها غيرهم. ما أغربنا، حين نحادث أقرب الأشخاص إلينا وكأنهم أعدائنا. ما أغربنا، حين نشتم ونجرح ونكسر شيئًا داخل قلوب الآخرين فقط لأننا لا نريد أن نشعر ولو للحظة أن الذي كسرناه قد كسرنا.
إن البشر، وقبل أن يختاروا أشخاصًا ليبدأون حياتهم معهم - عليهم برأيي أن يختاروا أشخاصًا يستطيعون أن يفارقونهم بظروف أقل بذاءة.

يارب

{ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} [الإسراء:85]